فقدك لعزيز أوخيانة صديق لا يعني نهاية الحياة
ــــــــــــــــــ
في حياة الإنسان كل شيء وارد وواقع
قد تفقد عزيزا عليك بين يوم وأخرى ، وقد تتعرض للخيانة من
من صديق بين عشية وضحاها ، وقد تتعرض للجحود والنكران
ممن كنت تحسبه أمل المستقبل
منذ أن بدأنا نعي في هذه الحياة افتقدنا الكثير من أعز الناس
علينا ، وتنكر لنا أناس كثيرون ، وخلف الوعد ممن كنا نثق بهم
لكننا لدينا ما هو أهم من هذا وهو التعامل معها من الناحية
النفسية والدينية ، فأنت لو حزنت كثيرا أو قليلا على قريبك
الذي فقدته لن تغير من الأمر شيئا ، فالفقيد قد مضى وسوف
يأتي الدور على آخرين بعده ، وربما تكون أنت هذه المرة
وإذا عشت أجواء القهر والجروح النفسية بسبب الخيانة والنكران
من قبل من كنت تثق بهم فلن ينفعك هذا القهر شيئا ، ولا تستطيع
أن تصلح الناس كلهم حسب رغبتك ، فالصديق سوف يبقى صديق
ولكن الظروف المحيطة تتحكم به كما تتحكم بك
والخائن والناكر للجميل سوف يبقى على حاله حسب الظروف
والمصلحة ، إلى أن يهديه الله ، وربما ينقلب إلى أحسن صديق
وأمام هذا وهذا ليس من المعقول إن يستمر بكائي على فقيد
زمنا طويلا ، أيضا ليس من المعقول أن أعيش أجواء القهر طول
حياتي لمجرد أنني اختلفت مع إنسان وأساء معاملته لي
فإذا خانني صديق هذا ليس معناه أن الدنيا قد تخلت عني
وإذا فقدت عزيزا هذا لا يعني أن الدنيا قد انتهت
فالخير لا زال باقي ، وقافلة الحياة بتنوعاتها تسير إلى الأمام
ولن تتوقف ، ولا زال هناك شمس تشرق ، وقمر يطلع ، وزهور
تتفتح ، وورود تنشر روائحها الزكية ، وطيور تغني ، وعصافير
تزقزق ، وأغصان تتمايل مع هبوب النسيم ، وحدائق غناء
وخمائل جميلة تسرح وتمرح فيها العصافير ليل نهار
هذه الأمور حاصلة في حياة الإنسان ولا يمكن أن أنكرها
لكن ما هو الحل ؟
الحل هو: أولا أن تربط نفسك بالله تعالى
ثانيا أن تهيئ نفسك للمواقف الصعبة وتعتقد أن الدنيا يوم
لك ويوم عليك ، وبقدر ما هي مرة ، هي أيضا حلوة
ومع هذا وذاك فوض أمرك لله وامضي في حياتك قويا
ومواجها للحياة